@ لسان العرب @ معلقة طرفة بن العبد @

معلقة طرفة بن العبد
***********
التعريف بالشاعر..
-----------------
هو من فحول شعراء الجاهلية.ومن فتيانها الشجعان.مال الى قول الشعر .
منذ نعومة اظفاره وانس بالقيان.( الجوارى ) وعكف على اللهو وادمن شرب الخمر
حتى ساءت خلقه فطردته عشيرته وابعدته عنها. كما يقول هو عن نفسه:
الى ان تحامتنى العشيرة كلها * وافردت افراد البعير المعبد
وقد سئل طرفة مرة مالسرور؟ فقال:
مطعم هنى ومشرب روى ومركب وطى...
فشاعرنا لا تهمه فى هذه الديا الفانية الا ثلاثة امور.
1/ ان يعب من الخمرة ما شاء له ان يعب.
2/ وان يهب لنجدة المسثغيث.
3/ وان يحب ويحب.
فهذه الامور هى كل عالمه.فهو يريد ان يعيش يومه لاهيا شاربا محبا.
وليكن فى غده ما يكون.فهو اقرب مايكون الى الشاعر الوجودى الذى نظر
الى الحياة الدنيا فراها فانية زائلة..وماعليه الا ان يستغل كل لحظة فيها.
فيما يسر القلب ويثلج الفؤاد ويريح الطرف .
فلسفة ساذجة تمثل حياة ساذجة.مصورة تصويرا رائعا بلفظ جزل
واسلوب رصين .فمن هو ذلك الفتى صاحب هذه الفلسفة الساذجة؟ وماهى قصته ؟
حياة طرفة بن العبد
*********
هو طرفة بن العبد بن سفيان .من قبيلة بكر بن وائل..وقيل ان طرفة لقب له
وان اسمه عمرو. وشاعرنا لم يتزوج لان الحياة لم تمهله.اذ قضى نحبه شبابا.
وهو من اسرة عرفت بالشعر.فاخته لامه/الخرنة بنت هفان شاعرة.وابوه شاعر.
وخاله المتلمس شاعر. والمرقش الاصغر عم طرفة شاعر.
عاش طرفة بن العبد فى البحرين. .وتشاء الاقدار ان ينتقل الى بلاط الملك
عمرو بن هند ملك الحيرة.بصحبة خاله المتلمس. ويقف الشاعران ينشدان الملك
ماعذب من شعرهما. وهما لا ينسيان اخوه قابوسا فى مديحهما والثناء عليه.
وفى مرافقته فى رحلات الصيد والقنص. لكن العلاقة بينهما وبين قابوس
قد ساءت فى احدى تلك الرحلات.عندما جار عليهما وحاول ايذائهما..
فحقدا عليه وعلى اخيه الملك.وقالا فيه هجاء مؤذيا فاحشا. وعندما وصل الهجاء
لاسماع الملك.اضمر لهما الشر والمكيدة. فدعاهما الى بلاطه وقال لهما :
لعلكما قد اشتقتما الى اهلكما فما رايكما فى ان اكتب الى امير البحرين بان
يصلكما بجائزة سخية اذا وصلتما اليه بكتابيكما ؟
فقالا : نعم فاخذ كل كتابه بيمينه ومضى الى مقتله.اذ كتب الملك امرا
الى عامله فى البحرين بان يقتل هذين الرجلين. اما المتلمس خال طرفة فقد احس
من الملك غدراوخيانة. فنزع خاتم الملك وفض الرسالة.واذ بالملك يقول فيها:
اذا اتاك المتلمس فاقطع يديه ورجليه وادفنه حيا..
اما شاعرنا طرفة فقد رفض ان يفك خاتم الملك..لا لشئ الا لاعتقاده ان الملك
لن يجرؤ عليه.فهو الفتى الشهم المقدامالذى تابى نفسه الا ان يمضى الى ما اراد الملك.
ويمضى طرفة بن العبد حاملا رسالة الملك.ويدفع بكتابه الى امير البحرين..
وعندما قرا امير البحرين رسالة الملك اكفهر وجهه وعرض على طرفة
ان يهرب بجلده..الا ان طرفة رفض الهرب لاعتقادهبان فى الرسالة امرا
بجائزة كبيرة لم يقدر عليها الوالى..فاضطر الامير لسجنه. ثم اعتذر للملك
عن قتل طرفة..فما كان من الملك الا ان ارسل اميرا جديدا للبحرين.بدا بقتل
الامير السابق..ثم خير طرفة فى ميتته..
فاجابه الفتى الشجاع طرفة.
(( اسقنى حتى اسكر ثم افصدنى (من فصد بمعنى شق )ودعنى انزف حتى اهلك ))
هذا هو طرفة بن العبد مدح الملك بثمن..ثم هجاه مجانا ثم قتله منطقه..
فرحم الله من قال :(( ان البلاء موكل بالمنطق )) و (( مقتل الرجل بين فكيه ))
وفى رثائه قالت فيه اخته الخرنق..
والتى بكته بكاءا شديدا:
عددنا له ست وعشرين حجة فلما توفاها استوى سيدا ضخما
وشاعرنا الفتى على الرغم من حداثة سنه الا انه بلغ ما بلغ الرجال فى طول اعمارهم
فشعره على الرغم من قلته ينبئ عن شاعرية فذة وفطنة وذكاء حاد..
ومما يروى فى ذكاء طرفة ان خاله المتلمس قال شعرا امام قوم وطرفة معهم..
وقد اتناسى الهم عند احتضاره * بناج عليه الصيعرية مكدم
فقال طرفة :
استنوق الجمل / اى وصف الجمل بوصف الناقة / فخلط فضحك القوم..
فغضب خاله المتلمس ونظر الى لسان طرفة وقال :
ويل لهذا من هذا..اى ويل لراسه من لسانه..
توضيح : الناج هو الجمل الذكر..
والصيعرية سمة لا تكون الا للاناث..وهى التمايل اثناء السرعة..
ومكدم : من كدم اى طارد الصيد حتى غلبه..
واكتفى بهذا القدر من حياة الفتى الشجاع طرفة بن العبد
واواصل معكم شرح المعلقة
الفاضل سيف الدين
*********