* الشعر ديوان العرب * الفاضل سيف الدين *

الشعر ديوان العرب.
*********
لم تشتهر امة بالشعر مثلما اشتهرت الامة العربية.فالشعر كان يجرى فى عروقها.
وينبض فى قلوبها. تهتز لسماعه احلامها. وتطرب لنغماته اسماعها. انساب الشعر فى
افواهها كما ينساب الماء الفرات فى روضة غناء .فاثمرت الدرر الجنية.والثمار الشهية.
ولا تكاد تخلوقبيلة عربية من شاعر مجيد.او ناظم للقريض. ينافح عنها ويكون لسان حالها.
فاذا خلت القبيلة من شاعر وافتقدته ضربت عليها المذلة والمسكنة.
ولهذا لا غرابة ان يكون الشعر ديوان العرب.
فعن ابن عباس رضى الله عنه قال: اذا سالتم من شئ من غريب القران فالتمسوه فى الشعر
فان الشعر ديوان العرب. وقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه: من اراد ان يفهم كلام الله
فعليه بديوان الجاهلية. وقال محاسن الشعرتدل على مكارم الاخلاق وتنهى عن مساوئها. وكتب مرة الى
ابى موسى الاشعرى:مر من قبلك بتعلم الشعر فانه يدل على معالى الاخلاق وصواب الراى ومعرفة
الانساب.
اما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان يستعذب الشعر الطيب البعيد عن الخبث والذم.
فقد اخرج الامام احمد عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع لحسان منبرا
فى المسجد ينافح عنه بالشعر. ويمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى تبيان ماللشعر من فضل
فيقول (( ان من الشعر لحكمة وان من البيان لسحرا.)) وما موقفه من حسان بن ثابت ودعاؤه له
بقوله (( جزاؤك الجنة يا حسان.)) وكذلك ما كان من شان كعب بن زهير بن ابى سلمى
الذى انشده قصيدته المشهورة.
بانت سعاد فقلبى اليوم متبول ..والتى لاقت استحسانا من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فوهبه بردته الا دليل الى حب رسول الله صلى الله عليه وسلم.للجيد من الشعر.
اخى الكريم .
ساتناول هنا فى هذا المنتدى لسان العرب. المعلقات السبع..لاهميتها للدارسين والباحثين
وساتعرض لها بالشرح..
ودعنى ابدا بمعلقة زهير بن ابى سلمى..

معلقة زهير بن ابى سلمى
************
التعريف بالشاعر
********
هو زهير بن ربيعة المزنى.فابوه من قبيلة مزينة التى كانت تجاور فى الجاهلية بنى غطفان.
وينزل معهم بنو ذبيان اخوال ابيه ربيعة.فى منطقة نجد.وقد اقام زهير مع امه فى منازل اخوال ابيه زمنا لكنه غاضبهم وعاد بامه الى قبيلته مزينة.
تزوج زهير من امراتين: ام اوفى وهى التى ذكرها فى معلقته والتى طلقها بعد ان ولدت منه اولادا ماتوا جميعا.
وزوجته الثانية هى كبشة بنت عمار الغطفانية .وهى ام اولاده كعب وبجير وسالم..
بجير عاصر الرسول عليه الصلاة والسلام..واسلم..وكعب هو الشاعر الذى هجا رسول الله صلى الله عليه وسلم..وتوعده الرسول واهدر دمه..لولا اخوه بجير الذى اشار اليه بالاعتذار ومدح رسول الله.
وهو صاحب اللامية المشهورة التى القاها فى حضرة رسول الله..
بانت سعاد ...واسلم وقتها وحسن اسلامه وخلع رسول الله صلى الله عليه وسلم بردته وكساها له..
يا لهذا الشرف كساه رسول الله حلة مجد لا تبلى..
لم تكن حياة زهيرعند اخواله حياة امن واستقرار. وانما كانت الحروب التى تنشب بين قبيلتى
عبس وذبيان تؤرق حياته وتجعلها عصيبة..واهم هذه الحروب.
حرب داحس والغبراء. فقد تراهنت عبس وذبيان على سباق بين ذكر وانثى هما داحس والغبراء
من خيل عبس. ومثلهما من خيل ذبيان. الا ان مكيدة دبرت من احد الفريقين لكسب الرهان
كانت السبب فى نشوب الحرب والتى سميت باسم الفرسين..وقد اسهمت عشيرة زهير
فى تلك الحروب واصطلت بنيرانها..
تناول شاعرنا زهير تلك الحرب فى معلقته المشهورة فتحدث مادحا هرم بن سنان
والحارث بن عوف سيدا بنى مرة الذبيانين. والذين كان لهما الفضل فى اخماد نار
تلك الحرب بعد ان تحملا ديات القتلى .

عاش زهير فى بحبوحة ورغد وسعة من المال مما ورثه من خاله. ومما كان يغدق عليه
هرم بن سنان وغيره من اشراف قبيلته .
وقد اتصف شعر زهير بالاتزان والوقار مما جعل شعره يخلو من الفحش والفسوق
او المغامرات الغزلية كما هو الحال فى شعر امرئ القيس..
وزهير من اسرة شاعرة فابوه شاعر وخاله بشامة بن الغدير شاعر
.واختاه سلمى والخنساء شاعرتان
وولداه كعب وبجير ورثا منه الشعر.وزهير صاحب مدرسة شعرية تاثر بها كثير
من الشعراء.وعلى راسهم الشاعر الحطيئة..

.وهذه المدرسة كانت تهتم بتنقيح الشعر والعناية به حتى ان زهيرا كان
لا يذيع قصيدته الا بعد مرور حول عليها. فسميت بعض قصائده بالحوليات.
واذا بحثنا عن اغراض شعر زهير نجدها تدور فى المدح والغزل العفيف ووصف الصيد
والهجاء. وهو فى اثناء ذلك لا يبخل علينا فى نثر ابيات من الحكم..
مدخل الى المعلقة ..
********
كان زهير من اقدر الشعراء القدماء على خلق البيئة. وتهيئة الجو الشعرى قبل الدخول بالقارئين
الى الاغراض التى يريدها. واى خلق للبيئة واى تهيئة للجو ابرع واجمل من هذا القسم الاول
من قصيدته المعلقة؟
انه يعمد الى هذا ببالغ الرقة والظرف والوداعة. ويجعلك تحلق فى عوالم سحرية.
ترتسم امامك طائفة
من الذكريات التى طال عليها العهد. الا انها لم تنمح ولم يندرس لثرها..
فهاهو يمر بالاثار التى خلفتها الحبيبة ام اوفى. فيلتبس الامر عليه ويشك فيها..لبعد عهده بها.
اهى منازل ام اوفى التى اسودت وبليت ولم تعد قادرة على التكلم .؟
اهذه الدار هى دار ام اوفى ام لا؟
والتى تشبه بعد ان كشفت السيول والرياح الغبار عنها اثر الوشم فى عروق المعصم.
ثم يصور زهير هذه الرسوم والاطلال التى كانت مكانا لاحبته يعيشون فيها وينعمون بالحياة والحرية
وقد تحولت الى مرتع للابقار ذات العيون الواسعة والظباء والتى تختلف قطعانها
الى هذه الاماكن قطيعا وراء قطيع. يتبعها صغارها والذين يقومون ويقعدون ويتحركون بخفة ونشاط.
وهوبعد جهد شديد ومشقة وسؤال وتفكير عرف ان هذه الدار هى دار ام اوفى. ولا غرابة فهو
لم يرها منذ عشرين عاما.
وفى عشرين عاما ما يغير المعالم والملامح وينسى ما اعتاد عليه الانسان.
الا ان الحجارة السود من اثر النار والتى توضع عليها القدور.وذلك النهير الصغير الذى يحيط
ببيت ام اوفى ليمنع الامطار من الدخول له.هذه الاثار دلته على انها دار ام اوفى.
فلما عرف دارها اطمانت نفسه وتخيل ام اوفى امامه فارسل لها تحية اداها فى ظرف ودعة وقال لها:-
طاب عيشك فى صباحك وسلمت من كل مكروه ..
والان اترككم مع وصف الاطلال والمعلقة الرائعة لزهير..
الفاضل سيف الدين
------------

امن ام اوفى دمنة لم تكلم بحومانة الدراج فالمتلثم
ودار لها بالرقمتين كانها مراجيع وشم فى نواشر معصم
بها العين والارام يمشين خلفة واطلاؤها ينهضن من كل مجثم
وقفت بها من بعد عشرين حجة فلايا عرفت الدار بعد توهم
اثافى سفعا فى معرس مرجل ونؤيا كجذم الحوض لم يتثلم
فلما عرفت الدار قلت لربعها الا انعم صباحا ايها الربع واسلم

ومن فرط حب زهير لام اوفى ومن شدة ولهه بها .تخيل انه يعيش مع صاحبه ذلك اليوم
الذى ارتحل فيه الاحبة وظعنوا عن تلك الديار.فوقف وصورة الاحبة واضحة جلية امامه يصف رحيلهم الذى ترك فى قلبه غصة ولوعة وبدا يرسم طريقهم التى سلكوها فيقول مخاطبا خليله:
انظر خليلى هل ترى كما ارى نساء فى هوادجهن راحلات فوق ذلك المرتفع وقرب تلك العين. ؟
وقد جعلن جبل القنانعلى يمينهن وكم مر بهذا الجبل من اناس فى اشهر الحل وفى اشهر الحرم.ثم يصف وصفا عفويا بدويا ثيابهن التى كانت من افخر الثياب وارقها وذات لون احمرتشبه لون الدم.
وقد علت النسوة اوراك الابل وبدت عليهن اثار النعمة وطيب العيش .وهن يقصدن وادى الرس..
يقول زهير واصفا رحيل الاحبة:
تبصر خليلى هل ترى من ظعائن تحملن بالعلياء من فوق جرثم
جعلن القنان عن يمين وحزنه وكم بالقنان من محل ومحرم
علون بانماط عتاق وكلة وراد حواشيها مشاكهة الفم
ووركن فى السوبان يعلون متنه عليهن دل الناعم المتنعم
بكرن بكورا واستحرن بسحرةفهن ووادى الرس كاليد للفم
وفيهن ملهى للصديق ومنظر انيق لعين الناظر المتوسم
كان فتات العهن فى كل منزل نزل به حب الفنا لم يحطم
فلما وردن الماء زرقا جماجمه وضعن عصى الحاضر المتخيم
واواصل معكم معلقة زهير فى وصف الحرب وماسيها
ومدح صاحبيه هرم بن سنان والحارث بن عوف..
الفاضل سيف الدين
------------------

زهير يصف مرارة الحرب وينشد السلم ويمدح صاحبيه..
***************************
ويبدو ان شاعرنا زهير تذكر الهدفمن قوله القصيدة.فاوجز وقصر هذه القصة حتى انه
نسى ناقته فلم يصفها كما فعل غيره من الشعراء. وذلك لانه عن كل هذا مشغول.لا بمدح صاحبيه
هرم بن سنان والحارث بن عوف ولكن باتخاذ هذا المدح وسيلة للدعوة الى السلم الذى يحبه والى حقن الدماء وايقاف تلك الحرب المجنونةالتى اكلت الاخضر واليابس..
فهاهو شاعرنا يقسم بالكعبة التى قدسها العرب فطافوا حولها.والتى بنتها قبيلة جرهم العربية ثم قبيلة قريش
بان هذين السيدين الجليلين كانا خير الناس وفى كل الاحوال فى القوة والضعف.لانهما اعادا السلم والوئام بين عبس وذبيان بعد ان اشتد القتال بينهما.وافنى بعضهم بعضا كما افنى اخر المتعطرين بعطر منشم.
تلك المراة التى كانت تبيع عطور الحنوط الخاصة بالموتى.
ويذكر زهير ان السيدين ادركا السلم كاملا ببذل المال والنصيحة.وبذلك الصنيع ابتعدا عن الاثم
وقطيعة الارحام والاقاربويسترسل زهير انه بعد ان ساد السلم بين القبيلتين نجت الابل من اراقة دمائها
بل اصبحت تعطى وتهدى كديات من قبل من كان بعيدا عن الجرم فى هذه الحروب.يعطيها ويهديها هذان السيدان للقتلى دون ان يريقوا مقدار ما يملا محجما من الدماء..
يقول زهير بن ابى سلمى فى مدحصاحبيه..
فاقسمت بالبيت الذى طاف حوله رجال بنوه من قريش وجرهم
يمينا لنعم السيدان وجدتما على كل حال من سحيل ومبرم
تداركتما عبسا وذبيان بعدما تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم
وقد قلتما ان ندرك السلم واسعا بمال ومعروف من القوم نسلم
فاصبحتما منها على خير موطن بعيدين فيها من عقوق وماثم
عظيمين فى علياء معد هديتما ومن يستبح كنزا من المجد يعظم
تعفى الكلوم بالمئين فاصبحت ينجمها من ليس فيها بمجرم
ينجمها قوم لقوم غرامة ولم يهريقوا بينهم ملء محجم
فاصبح يجرى فيهم من تلادكم مغانم شتى من افال مزنم

ثم ينتقل الشاعر ليصف لنا وصفا جميلا تلك الحرب اللعينة وهو وصف لا يخلو من حكمة. اكتسبها الشاعر من تجاربه الطويلة النافعة.فزهير فى الابيات القادمة شيخ مجرب صقلته الايام وعركته السنون يبدؤها بتحذير عبس وذبيان وعبر خطابيوجهه اليهما. من نقض العهد بعد ان اقسموا على ابرام الصلح
فانكم ان اضمرتم الشر والغدر ونقض العهد.فان هذا الامر لن يخفى على الله الذى يعلم ما تبطن السرائر.
وسوف تنالون العقاب اجلا او عاجلا.فالحرب تعرفونها وتعرفون مرارتهابعد ان ذقتموها.
وحديثى عن اهوالها ليس حديث اوهام.بل شهدت عليه التجارب التى خضتموها.فاياكم ان توقدوا نارها مرة اخرى.فان اثرتموها ثارت وحقت عليكم المذمة.ثم تطحنكم كما تطحن الرحى الحب مع البساط الذى يفرش تحتها. ويتوالد الشر كما تتوالد الناقة فى السنة مرتين.فاذا ذريتكم واولادكم اولاد شؤم ونحس لانهم عايشوا
الحروب ورضعوا من لبنها وفطموا. يشبهون فى شؤمهم..عاقر الناقة من قوم ثمود..
سئ الذكر غدار بن سالف..والذى سماه زهير باحمر عاد.
واذا انتم تجنون من غلال الحرب ومضارها ما يزيد على ما تجنونه من محاصيل الذرة من قرى العراق الخصيبة..
ولكن بعض النفوس الشريرة. كحصين بن ضمضم هذا الذى قتل اخوه فى الحرب وهو من عبس
ولم ياخذ بثاره فارق الاجماع ..وشذ عن القوم ولم يرض بالصلح ولن يرض حتى ياخذ بثار اخيه
فحاول اشعال نار الفتنة بعد ان خمدت..فقتل رجلا من ذبيان ..
لكن الهرم بن سنان والحارث بن عوف نهضا بجناية حصين بن ضمضم دفعا دية المقتول حتى
رضيت عبس
فينبرى لنا زهير ليصف لنا هذه القصة اجمل وصف واروعه واصدقه فى تصوير حياة اهل
البادية وعاداتهم..
الا ابلغ الاحلاف عنى رسالة وذبيان هل اقسمتم كل مقسم
فلا تكتمن الله مافى نفوسكم ليخفى ومهما يكتم الله يعلم
يؤخر فيوضع فى كتاب فيدخر ليوم الحساب او يعجل فينقم
ومالحرب الا ما علمتم وذقتم وماهو عنها بالحديث المرجم
متى تبعثوها تبعثوها ذميمة وتضر اذا ضريتموها فتضرم
فتعرككم عرك الرحى بثفالها وتلقح كشافا ثم تنتج فتتئم
فتنتج لكم غلمان اشام كلهم كاحمر عاد ثم ترضع فتفطم
فتغلل لكم مالا تغل لاهلها قرى بالعراق من قفيز ودرهم
لحى حلال يعصم الناس امرهم اذا طرقت احدى الليالى بمعظم
كرام فلاذو الضغن يدرك تبله ولا الجارم الجانى عليهم بمسلم
رعوا ما رعوا من ظمئهم ثم اوردوا غمارا تفرى بالسلاح وبالدم
فقضوا منايا بينهم ثم اصدروا الى كلا مستوبل متوخم
لعمرى لنعم الحى جر عليهم بما لا يواتيهم حصين بن ضمضم
وكان طوى كشحا على مستكنة فلا هو ابداها ولم يتقدم
وقال : ساقضى حاجتى ثم اتقى عدوى بالف من ورائى ملجم
فشد ولم ينظر بيوتا كثيرة لدى حيث القت رحلها ام قشعم
لدى اسد شاكى السلاح مقاذف له لبد اظفاره لم تقلم
جرئ متى يظلم يعاقب بظلمه سريعا والا يبد بالظلم يظلم
لعمرك ما جرت عليهم رماحهم دم ابن نهيك او قتيل المثلم
ولا شاركت فى الحرب فى دم نوفل ولا وهب فيها ولا ابن المحزم
فكلا اراهم اصبحوا يعقلونه علالة الف بعد الف مصتم
ونواصل الحلقة الاخيرة من معلقة زهير
بالتعرض للحكم والامثال التى ضربها لنا..
الفاضل سيف الدين

خاتمة معلقة زهير وما اورده من حكم بليغة فيها..
**********************
ومن يعص اطراف الزجاج فانه مطيع العوالى ركبت كل لهذم
ومن يوف لا يذمم ومن يفص قلبه الى مطمئن البر لا يتجمجم
ومن هاب اسباب المنايا ينلنه ولو رام اسباب السماء بسلم
ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله على قومه يستغن عنه ويذمم
ومن لا يزل يسترحل الناس نفسه ولا يعفها يوما من الذل يندم
ومن يغترب يحسب عدوا صديقه ومن لا يكرم نفسه لا يكرم
ومن لا يزد عن حوضه بسلاحه يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم
ومن لا يصانع فى امور كثيرة يضرس بانياب ويوطا بمنسم
ومن يجعل المعروف من دون عرضه يفره ومن لا يتق الشتم يشتم
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حولا لا ابالك يسام
رايت المنايا خبط عشواء من تصب تمته ومن تخطى يعمر فيهرم
ومهما تكن عند امرئ من خليقة ولو خالها تخفى على الناس تعلم
واعلم مافى اليوم والامس قبله ولكننى عن علم مافى غد عمى

خاتمة معلقة زهير بن ابى سلمى
****************
واخيرا يمكننا القول ان زهير هو شاعر الجمال.وهو شاعر الحقيقة بحكمه. وهو شاعر الخير بدعةته
للسلام .وبممارسة الفضيلة من مثل فيمن مدحهم..حتى نرى ان سيدنا عمر بن الخطاب استمع الى
بعض اشعاره المتالقة فى مديح هرم بن سنان والحارث بن عوف فقال ذلك للرسول عليه الصلاة والسلام.
وحقا ان زهير بشعره يصور مثلا جيدا من امثلة الشعر الجاهلى..
فقد انتهى عنده هذا الشعر الى صورة رفيعة للخير والحق والجمال .
وقد وصف زهير بانه حولى صاحب حوليات..بارع فى شعره يتخذ لقصائده الاطار الفنى الدقيق
وشرح المعلقة منقول مع ما اضفته من تعقيب وشرح..
والله من وراء القصد وبه تتم الصالحات..
وفى الحلقة القادمة اتناول معلقة امرئ القيس..او الملك الضليل..
الفاضل سيف الدين